من التوراث مسعد ( قشابية )
استطاعت القشابية التقليدية في الآونة الأخيرة أن تزاحم المعاطف الشتوية والسترات العصرية لتحجز لنفسها مكانا في خزانة الشباب الجزائري المتعطش دوما لكل ما هو تقليدي وتراثي، بعد أن كانت القشابية في فترة الثمانينات والتسعينات دليلا على البداوة يخجل أصحابها من ارتدائها في شوارع العاصمة أصبحت اليوم رمزا للرجولة والأصالة وسلاحهم لمواجهة تغيرات الطقس وبرودته، لتستطيع مزاحمة البدلات العصرية والماركات العالمية رغم ارتفاع سعرها، لتخترق أهم الإدارات والجامعات والمؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء. وهو ما دفعنا للتجول في أشهر محلات بيع القشابيات بالعاصمة والتحدث مع تجار المهنة لنعود لكم بهذه الانطباعات.
تتوفر "القشابيات" في محلات بيع الثياب التقليدية والأنتيكات القديمة، وتتوزع هذه المحلات على طول شوارع العاصمة بدءا من ساحة الشهداء وصولا لأول ماي، حيث يتم جلبها من ورشات خاصة بالشرق الجزائري وبعض ولايات الجنوب كما تم مؤخرا فتح ورشات لخياطة القشابية الخفيفة المصنوعة من الكشمير والتي يسميها الشباب بـ"قشابيات تايوان" لأنها تصنع من كشمير صيني وتهترئ بسرعة شديدة في العاصمة وضواحيها. وإن كان لعشاق الأغراض القديمة نوع معين من الزبائن فإن "القشابيات" من خلال ما وقفنا عليه في جولتنا استقطبت مختلف فئات المجتمع الشباب والشيوخ وحتى الأطفال الصغار الذين استهوتهم الثياب التقليدية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق