تعديل

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

مسعــــــــــــــــــــد




  • مسعــــــــــــــــــــد                                                                                                                                                                                                                                                         العمق التاريخي                                                                                                                                                           
    لمدينة مسعد عمقا تاريخيا ضاربا بجذوره إلى العهد الروماني ، فبصمات الرومان لا تزال آثارها قائمة في منطقة دمد ، التي كانت تسمى ( كستلمديمون ) مابين 198 م إلى 233 م  ثم اخذت اسم ( دميدي ) نسبة إلى القائد الروماني ( كاستيليوم دميدي) و لا تزال شاهدة على تلك الفترة التاريخية مقابر و آثار رومانية ، حيث كانت عبارة عن قاعدة عسكرية لحماية حدود الامبراطورية الرومانية في اطار الحزام الذي وضعه الرومان في شمال افريقيا .
    شهدت المدينة توسعا عمرانيا و توطينا بشريا من قبائل اولاد نائل التي استقرت حول المنابع المائية ، فامتدت عمليات الاستقرار على طول ضفة واد مسعد (واد الحميضة) الذي يعتبر رافدا من روافد واجدي .
    الاحتلال والمقاومة .
    زحف الاحتلال الفرنسي إلى ربوع المدينة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين وقاوم ابناء المنطقة الوجود الاستعماري منذ البداية حيث شاركوا في المقومات الشعبية منذ 1834  كمقاومة الحاج موسى الدرقاوي  الذي انطلق من مسعد  ووصل إلى البليدة في افريل 1834 ، و مقاومة اولاد عيسى بقيادة محمد بن الزبدة  سنة 1837 ضمن جيش الامير عبد القادر ، ومقومة اولاد سعد بن سالم سنة 1851 ، ومقاومة اولاد طعبة في 14 سبتمبر 1853
    الحركة الاصلاحية والسياسية .
     شهدت المدينة حركة اصلاحية خلال القرن العشرين تبنتها الزوايا و مشائخ الطرق الصوفية كالرحمانية و القادرية ، و برزت الزاوية الطاهيرية كمعلم للحركة الاصلاحية والتي تأسست سنة 1835 على يد سيدي الطاهر بن محمد ، و الذي اشرف على ادارتها إلى سنة 1891 وصارت مركزا ثقافيا و دينيا و اجتماعيا ونشرت علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية و حفظت اجيالا القرآن الكريم، وهي التي خرجت العلّامة و الثائر الشيخ سي عبد الرحمان بن الطاهر الذي اعدمه الاستعمار بسجن بربروس في جويلية 1931 .
    كما عرف المدينة نشاطا كبيرا لعلمائها الذين ارتبطوا بالتنظيم الاصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين منهم : الشيخ عبد القادر بن براهيم ، الشيخ لبقع لخضر  الشيخ الرايس محمد ، الشيخ احمد بن عطية ، الشيخ احمد بن دحمان  عرفت المدينة حراكا سياسيا بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد وضع مكتبا لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية ومثلها الاستاذ علاوي سالم ، مبارك اللومي ،لبقع التلي ، مومن محمد الصغير ، و مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ومثله : بوهلال لخضر ، الشايب التجاني
    الثورة التحريرية .
    و لما اندلعت الثورة التحريرية كانت مسعد سباقة للاستجابة لنداء الجهاد فمنذ اكتوبر 1955 استجاب ابناء المنطقة للثورة التحريرية بعد وصول القائد محمد بن الهادي للمنطقة وطلبه من ابناء المدينة لاستعداد للكفاح المسلح .
    شهدت مسعد مئات الاشتباكات و الكمائن و المعارك الشرسة كانت اولها معركة عمورة ماي 1956 ، و اشهرها معركة بوكحيل المعروفة بمعركة الكرمة والجريبيع 17 / 18 سبتمبر 1961 ، و دفعت مدينة مسعد اكثر من 140 شهيدا في سبيل الله ولتستعيد الجزائر حريتها المسلوبة .
    مسعد بعد استعادة السيادة الوطنية .
    لم تشهد مدينة مسعد حركة تنموية تليق بمستوى التضحيات التي قدمتها خلال الحقبة الاستعمارية ، وبقيت في الكثير من السنوات على هامش التنمية التي شهدها الكثير من المدن الوطنية ذات التاريخ العريق ، فأهملت زراعيا وصناعيا حتى صارت تلقب في نهاية التسعينات بالقرية الكبيرة .
    مع كل تلك الظروف غير المشجعة على النهضة الحضارية ، فقد خرّجت المدينة طاقات بشرية كبيرة استفاد كل الوطن من خبرتها ، بل تعدت احيانا شهرتها حدود الوطن ونخص منهم على سبيل الذكر لا الحصر : الشيخ محمد الرايس العالم والفيلسوف الذي خرّج اجيالا من المفكرين بالجلفة و المدينة و غرداية  الشيخ عبد القادر بن براهيم ، عضو جمعية العلماء المسلمين و صاحب المقالات الرائعة بجريدة البصائر والذتي عرفت بعمود (عبد القادر المسعدي )و امثله كثير كالشيخ احمد بن عطية ، الشيخ احمد بن دحمان ، الشيخ سي بلقاسم طاهيري .
    انجبت مسعد نخبة من المبتكرين و العلماء يتقدمهم  جنيدي البشير المعروف (بقليلي الجزائر ) و الملقب بـ : دوة DOUA الذي اتقن العربية و الفرنسية والايطالية وكتب عن علم الجيولوجيا ، و الفلك ، تكلم في كتاباته عن القمر والكون و الهيدروجين والذرة ، كما عمل في صناعة الزجاج و حتى سمي THOMAS EDISON ، لكن قلة المؤسسات العلمية و عدم و جود جامعة ، جعل جهوده و جهود غيره كثير لا تزال تنتظر من ينفض عنها غبار النسيان .
  •                                                                                                 منقول
  • 0 التعليقات: